المبيدات الحشرية
مقدمة
تلعب المبيدات الحشرية دورا كبيرا في التأثير سواء على صحة الانسان او الحيوانات او البيئة اذا لم يتم اتباع الارشادات او التعليمات الخاصة بكل مبيد حشري او المرفقة مع كل عبوة ورغم تأثير هذه المبيدات الا انها في احيان كثيرة اصبحت ضرورة لاستخدامها لمكافحة الحشرات والقوارض وتحرص وزارة البلديات الاقليمية والبيئة على ضرورة متابعة كافة انواع المبيدات الحشرية التي ترد الى اسواق السلطنة وتقديم نتائج الاختبارات او الفحوصات المخبرية عليها والتي تجري في المختبر المركزي او المختبرات الاخرى التابعة للوزارة وعرض هذه النتائج على الدوائر المختصة بالوزارة لتلافي حدوث اية اصابات للتسمم او اي اضرر بصحة الانسان او الحيوان والتعرف عن قرب على مدى تأثير هذه المبيدات على البيئة المحلية او المزروعات.
- تعريف المبيدات الحشرية :-
هي مواد كيميائية تقضى على الآفات .
تعريف الآفات :-
أي كائن حي يصيب الإنسان أو ممتلكاته ( من نباتات أو حيوانات ) ويسبب له الضرر، فالحشرات من الآفات وكذلك الميكروبات والحيوانات الزراعية والطفيليات والطيور والقواقع والقوارض مثل الفئران .
ففي أوائل الأربعينيات أكتشف مبيد D.D.T ( دى.دى .تى ) وكان يستخدم عند اكتشافه لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض في الإنسان ومن أهمها مرض الطاعون ( ينقل عن طريق البرغوت ) وهذا الوباء انتشر أثناء الحرب العالمية ثم اتجه التفكير فى استخدامه لمكافحة البعوض والملاريا .
المكافحة المتكاملة للآفات(IPM)
ومفهوم المكافحة الحيوية (البيولوجية) للآفات الزراعية
• المكافحة المتكاملة للآفات
• مراحل تطور المكافحة المتكاملة
• مفهوم المكافحة الحيوية
• التطبيقات الناجحة للمكافحة البيولوجية في العالم
المكافحة المتكاملة للآفات:
بدأ الإنسان بتطوير طرق مكافحة الآفات التي تنافسه على الغذاء في القرن الماضي بشكل واسع حيث ظهرت في البداية مجموعة المركبات اللاعضوية مثل مركبات الزرنيخ والمركبات ذات الأصل النباتي مثل ( الروتينون – النيكوتين- البارثرين) وفي أوائل القرن الحال استخدمت الغازات السامة مثل (سيانيد الهيدروجين) لتدخين الأشجار وبنفس الوقت ظهرت الزيوت المعدنية القطرانية منها والبترولية. ثم استخدمت في العشرينات من القرن الماضي ومركبات الفينولات وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت المركبات الجديدة الصناعية مثل المركبات الكلورية العضوية أو الفوسفورية العضوية وبدا للمهتمين في مكافحة الآفات أن هذه المبيدات قد أعطت الإجابات الشافية لعملية المكافحة المطلوبة.
إلا أن الاستخدام المتكرر وغير الصحيح لهذه المبيدات كشف عدة مشاكل لم تكن بالحسبان وذلك لأن المبيد المستخدم في هذه المرحلة كان ذو طيف واسع وسمية شديدة بالنسبة إلى عدد كبير من الأنواع الحشرية مما أدى إلى قتل الطفيليات والمفترسات (الأعداء الحيوية) وإضعاف دورها في عملية المكافحة الطبيعية وإحداث التوازن البيئي ، إضافة إلى حصول بعض التسممات للكائنات غير المستهدفة كالحيوانات الأليفة والطيور والنحل والإنسان.
كما أدى الاستخدام غير الصحيح لهذه المبيدات إلى ظهور صفة المقاومة للمبيدات من قبل الآفات الحشرية كما أدت إلى سيادة آفات جديدة في البيئة فمثلاً في السودان حيث كانت تستخدم في الأربعينات مبيدات الكلور العضوية لمكافحة دودة اللوز الأمريكية في القطن ودودة ورق القطن المصري مما أدى في الخمسينيات إلى ظهور الجاسيدات في حقول القطن والتي لم تكون موجودة من قبل، وبعد عدة سنوات من المكافحة المستمرة بالمواد الكيماوية ظهرت آفة جديدة هي الذبابة البيضاء على القطن.
وهكذا نرى أن المبيدات لم تعد تعط النتائج المرجوة أصبحت أحياناً تعطي نتيجة عكسية خاصة عند ظهور صفة مقاومة المبيد في سلوك الآفة حيث أن المبيد في هذه الحالة يقضي على المفترسات والمتطفلات (الأعداء الحيوية) ويبقي على الأفراد المقاومة من الآفة، فإن المبيد في هذه الحالة يساعد في زيادة أعداد الآفة وليس نقصها . هذه الأمور أدت إلى التفكير لاستنباط طرق جديدة للمكافحة بل الاعتماد على أساليب متعددة يخدم بعضها البعض بصورة متكاملة وهذا مايسمى الآن بالمكافحة المتكاملة للآفة أو إدارة الآفة المتكاملة.
مفهوم المكافحة المتكاملة:
إن الإدارة المتكاملة للآفة IPM علم تطبيقي حديث يعود العمل به إلى أكثر من 25 سنة ويمكننا أن نحدد بأن السبعينات من هذا القرن هي التي أرست قواعده ولقد تعددت التعاريف التي تناولت المكافحة المتكاملة نذكر منها:
تعريف شيرين وجماعته 1959 حيث قال: أن المكافحة المتكاملة هي طريقة لمكافحة الآفات تجمع بين المكافحة الحيوية والكيماوية.
تعريف المنظمة الدولية للمكافحة الحيوية 1969: إن المكافحة المتكاملة هي نظام لوقاية النبات ويدعو إلى استخدام مختلف طرق الوقاية الزراعية والحيوية والكيماوية بحيث يسمح ببقاء الآفات الضارة في مستوى يمكن تحمله أو دون الحد الاقتصادي الحرج.
التعريف الحالي للمكافحة المتكاملة حسب منظمة الأغذية والزراعية الدولية FAO 1974 والمنظمة الدولية للمكافحة الحيوية عام 1977 هو: إن المكافحة المتكاملة نظام يستخدم مجموعة من الطرق الملبية في وقت واحد لكل من المتطلبات البيئية والاقتصادية والصحية معتمداً خاصة على استخدام الأعداء الحيوية ومبدأ الحد الاقتصادي الحرج.
إن المكافحة المتكاملة بمعنى آخر هي استراتيجية لمكافحة الآفات مبنية على البيئة حيث تعتمد على عوامل الموت الطبيعية بواسطة الأعداء الحيوية وعوامل المناخ غير الملائمة وتعتمد بشكل قليل على تقنيات المكافحة الأخرى حيث تستخدم المكافحة الكيماوية فقط عندما تدعو الحاجة إليها ومن خلال دراسة الكثافة العددية للآفة وعوامل الموت الطبيعية مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المتداخلة بين المحصول المراد حمايته وبين العمليات الزراعية وعوامل المناخ والآفات الأخرى.
مراحل تطور المكافحة المتكاملة:
لم يكن ممكناً تطبيق كافة معطيات المكافحة المتكاملة دفعة واحدة وإنما طبقت بالتدريج حيث كان الحد من الاستخدام المتزايد للمبيدات وترشيد استخدامها المسألة التي حظيت بالاهتمام الأكبر والتي شكلت المرحلة الأولى قبل الوصول إلى المكافحة المتكاملة، وهذا ما أطلق عليه اسم المكافحة الموجهة، وهذه اعتمدت على اتجاهين أساسيين:
1- الإقلال ما أمكن من استخدام المواد الكيماوية والاقتصار على ذلك على الحالات الضرورية الملحة والاعتماد على معطيات التنبيهات الزراعية والمعطيات البيولوجية المختلفة.
2- الإقلال ما أمكن من التأثيرات الثانوية للمبيدات الزراعية على الأنواع المفيدة من مفصليات الأرجل كالأعداء الحيوية وملقحات النبات والحشرات النافعة الأخرى.
ويتضمن ذلك مجموعة من التدابير والتي يمكن تلخيصها بإجراء الرش في أوقات غياب هذه الكائنات المفيدة واستخدام المكافحة الموضعية وانتخاب المبيدات ذات السمية الأقل أو بمعنى آخر استخدام المبيدات المتخصصة الانتقائية مثل مانعات التغذية وهرمونات النمو حيث أن استخدام هذه المواد إلى جانب العديد من الطرق البيولوجية والزراعية والفيزيائية يقودنا إلى المرحلة الثانية وهي المكافحة المتكاملة IPM وفي هذه المرحلة يتم تجنب استخدام المواد الكيماوية ما أمكن والاعتماد خاصة على الطرق الحيوية الزراعية الفيزيائية.. الخ بهدف الإقلال من أعداء الآفات مع الإساءة بأقل قدر ممكن إلى الوسط الإيكولوجي.
وهكذا يمكن للمكافحة المتكاملة أن تفتح الطريق نحو أسلوب إنتاج زراعي بيئي حيث يستخدم المزارع مختلف الطرق المتوفرة معتمداً في ذلك على أسس علمية صحيحة ومعطيات بيئية محلية تقوده نحو اتخاذ مايتوجب من إجراءات تحمي النبات والبيئة معاً وتؤمن الطمأنينة لكافة أطراف الوسط الذي تعيش فيه. وهذا نرى أن وضع برنامج المكافحة المتكاملة يتطلب الحصول على عديد من المعلومات الأساسية منها :
1- البيولوجيا العامة للآفات الرئيسية وسلوكها وتعاقب أجيالها وتوزعها الجغرافي.
2- مستويات كثافة أعداد الآفات التي يمكن تحملها دون خسائر ملموسة .
3- العوامل الرئيسية التي تسبب الموت الطبيعي والآفات التي تنظم تكاثر ديناميكية أعدادها.
4- الأوقات والأماكن التي توجد فيها الآفات ومدى أهمية الدور الذي تقوم به الأعداء الحيوية الرئيسية من الطفيليات والمفترسات ومسببات الأمراض.
5- أثر إجراءات المكافحة على الآفات وعلى العوامل التي تسبب الموت الطبيعي وعلى النظام البيتي بصورة عامة.
وهكذا فإن الوقاية المتكاملة للمزروعات تعتمد على الأسس التالية:
* رصد المزروعات وتحديد مجموعات الآفات الضارة والأعداء الحيوية ويتطلب ذلك رصد كامل لمختلف الآفات الهامة في منطقة ما وتقدير أعدادها وانتشارها والتغيرات التي تحصل في هذا المجال وذلك اعتماداً على معطيات محطات الأرصاد والإنذار الزراعي وتقدير مدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه في كل مرحلة من هذه المراحل وفي الوقت نفسه مراقبة كافة العوامل (حيوية وغير حيوية) وتحليل مدى تأثيرها على أعداد الآفات وبالتالي إسهامها في دورة الأخطار المتوقعة ولابد من أن يتم ذلك على مستوى المزرعة الواحدة في الوقت الذي يتم على مستوى المنطقة وقد ساعد التقدم الذي حصل في مجال طرق ووسائل دراسة وحصر الحشرات وكذلك وسائل تحديد ظهورها كالمصائد المختلفة وخاصة المصائد الجنسية والغذائية وكذلك طرق تحليل العوامل المناخية كل ذلك ساعد في ضبط تحركات الآفات ومايحيط بها من عوامل مختلفة.
* تطبيق مفهوم العتبة الاقتصادية أو الحد الاقتصادي الحرج وهو يدل على مستوى أضرار الآفة الذي يصبح عنده التدخل ضرورياً لوقاية النبات من خطر الآفات التي تهدده . وهنا يجب أن نميز بين مرحلة الخطر المحتمل والذي يسمح بتوقع محتمل مسبق لوقع الخطر وبالتالي القيام ببعض الإجراءات الوقائية لدرء الخطر قبل وقوعه.
* استخدام طرق المكافحة المتكاملة التي يمكن تلخيصها بالتالي:
• الطرق الزراعية : مثل استخدام الأصناف المقاومة من البذور الزراعية والأشجار المثمرة، إتلاف بقايا المحاصيل ونواتج التقليم، فلاحة التربة، مواعيد الزراعة، التقليم والتخفيف ، التسميد ، النظافة العامة مثل جمع الثمار المصابة وإتلافها ، إدارة المياه مثل كمية وموعد الري ، زراعة محاصيل متعددة.
• الطرق الفيزيائية: مثل الحرارة، البرودة، الرطوبة، الضوء ، الصوت،.
• المستخلصات النباتية: منها منقوع الثمار أو الأوراق أو الاستخلاص بالمذيبات العضوية.
• الطرق الحيوية: والتي تشمل تنشيط ووقاية الأعداء الحيوية المحلية، الاستيراد والتربية الكثيفة ونشر الطفيليات والمفترسات، تحضير واستخدام بكتيريا ، فيروس ، فطور ، بروتوزا، نيماتودا.
• الطرق الكيميائية: وتشمل الجاذبات، الطاردات، مختلف المبيدات الحشرية، المعقمات الكيماوية، مانعات النمو (الهرمونات).
• الطرق الوراثية: وتسمى بأسلوب المكافحة الذاتية أو الوراثية وتشمل تربية وإطلاق الذكور العقيمة ذات الشروط الوراثية الخاصة أو تلك غير القادرة على التوافق الوراثي بأشكال مختلفة ، أي إكثار العوامل المميتة التي تنتج عن تزاوج فردين من نفس النوع.
• الطرق التشريعية: وتشمل الحجر الزراعي للنباتات والحيوانات، برامج استئصال آفات معينة بقوة القانون كأن نمنع مثلاً إرسال مادة زراعية في نفس البلد من منطقة إلى أخرى.
ملاحظة :
نلخص العوامل الطبيعية المسببة للموت في المجتمعات الحشرية أو نقص أعداد الأفراد أو طول فترة الحياة أو طول فترة الجيل أو النقص في عدد الأجيال إلى :
1- عوامل غير حيوية: وتسمى أحياناً العوامل الفيزيائية وهي تتضمن بصورة رئيسية العوامل الجوية (حرارة – رطوبة – ضغط جوي – رياح – أمطار) وعوامل التربة.
2- العوامل الحيوية: هذه العوامل تسبب الموت أو إنقاص التكاثر والانتشار وهي ناتجة عن العوامل الحية الموجودة في النظام البيئي التي تؤدي إلى إنقاص التكاثر في النهاية وهي تشكل الكائنات المنافسة والأعداء الحيوية.
مستوى الضرر الاقتصادي أو الحد الاقتصادي للضرر: هو أقل عدد لآفة يحدث الضرر الاقتصادي.
الضرر الاقتصادي :هو مقدار الضرر أو كمية التلف الذي يتساوى أو يزيد على تكاليف عملية المكافحة.
الحد الاقتصادي الحرج أو العتبة الاقتصادية للمكافحة: هو الكثافة العددية التي يجب منها بدء المكافحة لمنع ازدياد أعداد الآفة والوصول إلى مستوى الضرر الاقتصادي.
مفهوم المكافحة الحيوية ( البيولوجية) للآفات الزراعية Biological Control:
مقدمة:
إن جميع الكائنات الحية مصيرها في النهاية إلى الموت إلا أن الموت الذي يأتي مبكراً يأتي في عدة صور ولعدة أسباب وتجمع كل هذه الأشكال في تعبير شامل وهو عوامل الفناء، وتقسم عوامل الفناء هذه الى قسمين أساسيين هما:
مبيدات الآفات
مبيدات الآفات: أي من المواد الكيميائية السامة أو غير الكيميائية (العضوية) التي تستعمل لإبادة الحيوانات (أو الحشرات), و النباتات التي تُؤذي المحاصيل. تُصنّف المبيدات الكيماوية حسب أجناس الكائنات المقصود إبادتها, فهي تُقسم إلى ثلاثة انواع رئيسية هي:
1. مبيدات الأعشاب (herbicide)
2. المبيدات الحشرية (Insecticides)
3. مبيدات الفطريات (fungicide)
• مبيدات الأعشاب: تتألف عادة من مواد كيميائية غايتها إبادة أو منع نمو النباتات الغير مرغوب بها و النباتات الضارة. كان يُستعمل ملح البحر, و بعض الزيوت في الماضي كمبيدات للأعشاب. و في أواخر القرن التاسع عشر استُعملت مبيدات الأعشاب الإنتقائية لأول مرّة على الأعشاب ذوات الأوراق العريضة التي تنمو بين محاصيل الحبوب. أما التطوّر الأساسي لمبيدات الأعشاب حصل عندما ظهر ما يُسمّى بمبيدات الأعشاب العضوية سنة 1945, و كانت تلك المبيدات سامة جدا لدرجة أنها كانت تؤثر في الأعشاب بمجرّد إستخدام كميات قليلة جدا منها. كانت بالفعل تلك المبيدات ثوريّة.
وُضعت مبيدات الأعشاب حديثا في فئتين: الإنتقائية (selective) و اللا إنتقائية (nonselective). تقوم المبيدات الإنتقائية بإبادة الأعشاب الضارة فقط دون المحاصيل العادية, أما المبيدات اللا إنتقائية تُبيد كل شيىء يعترض طريقها. تُصنّف مبيدات الأعشاب اللا إنتقائية في فئتين:
1- للإستعمال على أوراق النباتات بحيث تمنع عملية التركيب الضوئي (photosynthesis) و تمنع البذور من التكاثر .
2- للإستعمال المباشر على سطح التربة بحيث تمنع نمو الأعشاب الضارة.
• مبيدات الحشرات: هي المواد السامة المستعملة لإبادة الحشرات. تُستخدم هذه المبيدات, في المقام الأول, للتحكّم بالأوبئة التي تغزو النباتات أو للتخلّص من الحشرات الناقلة للأمراض في بعض المناطق.
يمكن تصنيف المبيدات الحشرية وفقا لمبادىء عدّة:
1- المواد الكيميائية المتألفة منها.
2- مدى سمّتها.
3- طريقة الإختراق (إختراقها للحشرة).
تُصنف مبيدات الحشرات في النظام الثالث (طريقة الإختراق) بسحب الطريقة التي تأثر بها - سواء كانت تؤثر عن طريق الهضم (stomach poison) أو عن طريق الإستنشاق (inhalation) أو عن طريق لمسها بالجسم (contact poison). تُستعمل معظم المبيدات الحشريّة عن طريق الرش على النباتات أو الأسطح المكتظّة بالحشرات.
تُسمّم المبيدات الحشرية التي تؤثر عن طريق الهضم إذا ما تم إبتلاعها, و تؤثر هذه المبيدات بشكل خاص على الحشرات التي تمتلك أفواه طويلة كما عند حشرة اليرسوع (caterpillars), و الخنافس (beetles), و الجنادب (grasshoppers). و تُعتبر الزرنخيّات (مبيدات الحشرات التي تحتوي على زرنيخ) من الأنواع السامّة جدا. تُرش هذه المبيدات على أوراق و سيقان النباتات بحيث تأكلها الحشرات المستهدفة. تم في الآونة الأخيرة عملية إستبدال تدريجي للمبيدات التي تؤثر على الجهاز الهضمي بمبيدات إصطناعية عضوية أخف ضررا على الإنسان و الثدييات الأخرى.
أما المبيدات السامّة بالإحتكاك فإنها تخترق جلد تلك الحشرات التي تثقب سطح النبات و تمتص العُصارة, مثل المنّ (aphids). يمكن تقسيم المبيدات السامة بالإحتكاك إلى نوعين: النوع الطبيعي, كالنيكوتين المستخرج من نبتة التبغ, و غيرها من المواد المستخرجة من النبات, و التي لا تأمن الحماية الطويلة الأمد ضد الحشرات. أما النوع الثاني هو النوع الإصطناعي, و هو الأكثر إستعمالا هذه الأيام لأن تأثيرها قوي على الحشرات كما أنها صالحة لمكافحة أنواع عديدة من الحشرات.
المشاكل الناتجة من جراء إستعمال المبيدات الحشرية: بالرغم من حسنات تلك المبيدات التي تساعد في تحسين إنتاجية المحاصيل, إن المشاكل الخطيرة التي تسببها عديدة. فمن تلك المشاكل الأكثر إنتشارا هي تلويث البيئة, و تطوّر الحشرات لتصبح قادرة على مقاومة المبيدات. إن تراكم المبيدات الحشرية أيضا تسبب خللا فادحا في النظام البيئي و تؤثر سلبا على الإنسان. هناك العديد من المبيدات الحشرية التي تعمل على أمد قصير, لكن هناك أنواع يبقى مفعولها سرمدا (أي لا ينتهي), لذلك هناك خوف من حدوث كوارث في الطبيعة من جرّاء هذه الأنواع الأخيرة.
عندما تُرش المبيدات الحشرية, فإنها تصل إلى التربة و المياه الجوفية, لهذا يمكن أن تتلوّث تلك أيضا. إن ملوّثات التربة الأكثر إنتشارا هي الدي دي تي (DDT), و بي أتش سي (BHC). بعد إستعمال تلك المبيدات بشكل مستمر تتراكم بشكل مُذهل و يصبح تأثيرها قويّا على الحياة البرّية. و بالتالي, بدأت عملية تقييد إستعمال تلك المبيدات سنة 1960 ثم مُنعت على الفور في السبعينيّات في العديد من البلدان.
و من المشاكل الأخرى التي تسبّبها المبيدات الحشرية هي قدرة بعض الحشرات المستهدفة على تطوير خاصيّة مقاومة تلك المبيدات, لذلك لن يجدي نفعا بعدها رش تلك الحشرات بالمبيدات الحشرية. لقد إكتسبت مئات الأنواع من الحشرات المؤذية القدرة على مقاومة المبيدات الإصطناعية.
لأن المشاكل متعلّقة بالإستعمال المكثّف للمبيدات الكيميائية, يتم الآن إتباع وسائل بيولوجيّة لمكافحة تلك الحشرات. ففي هذا الصدد, يتم إتباع طرق عديدة كتطوير محاصيل مقاومة للحشرات, أو بإتباع طُرُق في العناية بالنباتات تمنع تكاثر الحشرات, أو تعطيل عمليّة تكاثر الحشرات من خلاث بَثّ أنوع عقيمة منها.
• مبيدات الفطريّات: مواد سامة تُستخدم لقتل أو منع نمو الفطريّات التي تسبّب الضرر للمحاصيل التجارية أو نباتات الزينة. تُستخدم هذه المبيدات عن طريق الرش. تُستخدم مبيدات الفطريّات الخاصة بالبذور على البذور و تعمل كطبقة تحمي البذرة من الفطريّات. أما مبيدات الفطريّة العامة فإنها تُستخدم على النباتات لحمايتها من أمراض فطرية محتملة.
يُستعمل سائل بوردو بكثرة من أجل معالجة أشجار البساتين و هو من مبيدات الفطريّات الأكثر شيوعا.
* المبيدات العضوية: هي ببساطة مبيدات مصنوعة من مواد طبيعية أو غير كيماوية أهمها: البصل, و الثوم, و التّمباك. لا يعني كون المبيدات (غير الكيماوية) آمنة صحيا وغير ملوثة للبيئة، أن نقوم بتحضير المبيد و نرشه فورا بمجرد ملاحظتنا وجود أي حشرات. فمن القواعد التي يجب إتباعها عند الرش:
1- عدم رش النباتات في منتصف النهار, بل الأفضل رشها صباحا أو مساءا.
2- عدم رش المزروعات حين تكون درجة الحرارة في الخارج أعلى من 28 درجة مؤوية لأن أوراقها ستحترق.
3- الحرص على حماية يديك و وجهك من المبيدات من خلال رداء القفازات و الكمّامة, لأن بعضها يؤذي الجلد و العينين - خاصة المبيدات التي تحتوي الفلفل الحار.
4- حاول أن تختبر المبيد على عيّنة من النبات التي تنوي رشّه حتى تتأكد من عدم حساسيته للمبيد.
أهم الآفات التي تحاربها هذه المبيدات:
1- المن و الحشرات الماصّة الأخرى.
2- الديدان.
3- العناكب.
4- طائفة من الحشرات أخرى.
كيفية تحضير أهم المبيدات العضوية:
1- محلول النيكوتين: هو محلول سام جدا و فعال ضد طائفة كبيرة من الحشرات. كان هذا المحلول أحد أهم المبيدات الحشرية في أواخر القرن التاسع عشر, و لا يزال يُستخدم هذه الأيام بأشكال عديدة. يأتي النيكوتين من أوراق نبتة التبغ (أو كما نسميها التمباك) أو من فضلات السجائر.
كيفية التحضير: يتم إضافة مقدار كوب مملوء من أوراك التمباك المطحونة أو المكسّرة (أو كمية مماثلة من فُضالة أو مخلّفات السجائر بدلا من التمباك) إلى ليتر من الماء و يُتركا لمدة نصف ساعة, ثم يضاف ملعقة صغيرة من الصابون المبشور ويحرك الخليط جيدا. وأخيرا يتم فلترة المزيج بقماش شفاف. يُستخدم الصابون عادة لجعل المحلول يلتصق على النباتات المستهدف رشّها. يبقى المحلول فعّالا لعدة أسابيع إذا تم حفظه في وعاء مُحكم الإغلاق. و من حسنات تجهيز هذا المحلول في المنزل هي أنه لا يكون قاتل لحشرات النحل و الحشرات الأخرى المفيدة لأن مفعوله ينفذ بعد عدة ساعات من رشّه على النباتات - بعكس محلول النيكوتين المصنّع و الذي يكون ضرره فادح و تأثيره قوي جدا على المزروعات و الحشرات.
ملاحظة: عند رش محلول النيكوتين على أوراق النباتات الصالحة للأكل (الخضراوات و الأشجار المثمرة), تمتص تلك الأوراق محلول النيكوتين و تخزّنه بداخلها لأسابيع عدّة, لذلك تفادى إستخدام هذا المحلول على النباتات الصالحة للأكل أو على الأقل رشّها في الوقت الذي لا تكون النبتة حاملة ثمار - لكن هذا لا يحدث في حالة النباتات التي تُؤكل أوراقها: كنبات الخس, و القرنبيط ... لذلك إستخدم المحاليل الأخرى لمكافحة الحشرات التي تهاجم هذه الأخيرة, و لا ترشها بهذا المحلول إلا عندما يلج الجَمَل في سُمّ الخياط !!
2- محلول الثوم: نقوم بتقطيع 3 فصوص من الثوم تقطيعا ناعما ثم نضيف إليها نصف لتر من الماء. نضيف بعدها للخليط ملعقة كبيرة من الصابون المبشور حتى يلتصق البخاخ على النبات و نتركه منقوعا لمدة 24 ساعة. بإمكاننا أيضا إضافة قرنين من الفلفل الحار والبصل إلى فصوص الثوم. يعمل هذا المحلول على إبادة حشرات المن و بعض الحشرات التي تهاجم الكرنب (الملفوف), و الكوسا, كما أظهرت بعض الدراسات فعالية محلول الثوم في معالجة الأمراض الفطرية التي تصيب النبات. و بهدف الرش يتم تخفيف المحلول عن طريق إضافته إلى الماء بمعدل ملعقتين من المحلول لكل لتر من الماء.
كيفية الإستخدام: يتم رش محلول الثوم على أوراق النباتات المصابة بأمراض. هناك بعض النباتات الزينيّة التي تتأذى من محلول الثوم, لكن طالما لا تجد أي ضرر ناتج عن المحلول, عاود الرش بعد أسبوع للتأكد من القضاء على الحشرات نهائيا.
و من الطرق الأخرى التي يمكننا من خلالها التقليل من وطئة الحشرات على مزروعاتنا هي:
الطريقة الأولى: تُطلى مجموعة ألواح خشبية أو ألواح كرتون باللون الأصفر (اللون الأصفر يجذب الحشرات) و بغراء أو أية مادة لاصقة، ومن ثم نقوم بتوزيعها بين المحاصيل المصابة بهدف الإمساك بالحشرات.
الطريقة الثانية: وضع أوعية صفراء (اللون الأصفر يجذب الحشرات) بداخلها ماء، حيث أن المن سرعان ما ينجذب لوعاء الماء يغرق فيه، ولمنع تكاثر البعوض يمكننا وضع القليل من الزيت مع الماء.